شكوك حول أسباب سقوط طائرة الـ”أنتينوف” في الحصبة
يمنات – الشارع
قال نائب مدير مديرية التدريب للقوات الجوية والدفاع الجوي- رئيس لجنة التحقيق في سقوط طائرة الـ "أنتينوف 26N" عقيد ركن ابراهيم الشامي, في المؤتمر الصحفي الذي عقدته القوات الجوية أمس, أن هذه الطائرة سقطت جراء "تعرض محركها الأيمن للحريق بسب تسرب الوقود".
ونفى الشامي ان تكون هذه الطائرة تعرضت "لأي طلق ناري" وقال أن ما توصلوا اليه, بشأن احتراق محركها بسبب تسرب الوقود, هو "ما افصحت عنه نتائج التحقيقات الأولية". وقال الشامي أن "عملية التحقيق مستمرة والتحليل للصندوق الأسود تجرى حالياً في روسيا".
وفي المؤتمر الصحفي, قال ضابط, يحمل رتبة نقيب, إنهم لم يتمكنوا من الاستماع لتسجيل الصندوق الأسود "لأنه تعرض لخدوش".
واعتبر مصدر عسكري رفيع قول الشامي إن سبب سقوط الطائرة هو "خلل مصنعي", مشيراً إلى أن الطائرة طارت منذ أعادة تجديدها 48 ساعة, مشيراً إلى أن "الخلل المصنعي" يظهر مباشرة في أول عملية تحليق.
مصدر عسكري رفيع في القوات الجوية قال لـ "الشارع" إن التقرير الخاص بسقوط الـ "أنتينوف" يقول إنها سقطت "جراء تعرض محركها الأيمن للحريق بسبب تسربا للوقود", إضافة الى "خطأ بشري". قيادة القوات الجوية لم تنشر, أمس, الى مسألة "الخطأ البشري", الذي يوضحه التقرير بشكل محدد دقيق.
وأوضح المصدر أن "هناك تسريبات في القوات الجوية تقول إن الخطأ البشري قد يكون تسبب به المهندس الجوي (ح. م) غير أن هذا المهندس مشهود له بالكفاءة, وهو يداوم في عمله هذا منذ 32 عاماً, ومن المستبعد أن يقع في خطأ كهذا".
وقال المصدر: "يمكن أن يحترق أحد محركي الطائرة بسبب تسرب الوقود, ويمكن أن يؤدي ذلك الى سقوط الطائرة؛ لكن هذا الأمر يعتمد على قوة المحرك الثاني للطائرة, فإذا كان قوياً فلن تسقط وسيكون بإمكانه أن ينزلها بسلام, أما إذا كان تعبان فقد يؤدي الى سقوطها.
وأضاف: "خزانات وقود الانتينوف هي مطاطية وداخلة في الأجنحة وفي جسم الطائرة, وإذا كانت قديمة ولم تتعرض لصيانة فبالإمكان أن يتسرب منها الوقود, وقد يتسرب الوقود بسبب تهالكها, كما يتسرب بسبب تعرضها لإطلاق نار".
وتابع: "لكن طائرة الانتينوف توقف محركاها, وهذا لا يمكن أن يتم إلا بسبب تدخل خارجي قوي, إذ لا يمكن أن يقوم قائد الطائرة, الخواجة, وهو مشهود له بالكفاءة, بإطفاء المحرك الثاني للطائرة بعد توقف المحرك الأول؛ لأن هذا يمثل, في أبجديات الطيران, انتحارا, وهذا يعني أن المحرك الثاني توقف بشكل خارج عن إرادة الخواجة وزملائه".
وزاد: "إذا حدث تسرب في الوقود فهذا يؤثر على المجاري الهيدروليكية التي تتحكم بحركة الطائرة, وهذا يجعل الطيار غير قادر على التحكم بها".
وفيما اعتبر المصدر تقرير قيادة الجوية بشأن أسباب سقوط طائرة الانتينوف "غامض وغير مقنع" قال إن ذلك يضاعف الشكوك حول تعرضها لإطلاق نار.
وقال المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, إنه "وارد أن تكون طائرة الانتينوف قد تعرضت لإطلاق نار, والسلطات اليمنية لا تريد الاعلان عن ذلك لأن هذا الأمر سيجعل الطيران الى اليمن مخاطرة, وسيدفع شركات التأمين على الطيران المدنية الى رفع بوليصات التأمين على الطائرات القادمة الى اليمن, وهذا سيؤدي الى امتناع كثير من شركات الطيران عن تنفيذ رحلاتها الى اليمن, فضلا عن أنه سيؤدي الى رفع تكاليف السفر الى البلاد".
وأشار المصدر الى رفع شركات التأمين بوليصات التأمين على السفريات القادمة الى اليمن عقب التفجير الذي استهدف البارحة الامريكية "كول".
وكانت صحيفة "الشارع" نشرت, في 20 يناير الماضي, تقريرا قال فيه مصدر عسكري موثوق إن "تقريراً أعده خبراء عسكريون روس أكد أن طائرة الانتينوف (طراز إم 26) سقطت في العاصمة صنعاء, صباح 21 نوفمبر 2012, بسبب تعرضها لإطلاق نار من معدل مضاد للطائرات", وأودت بحياة عشرة ضباط وطيارين يمنيين.
وأوضح المصدر أن التقرير وصل, في 18 يناير الماضي, الى رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, قادما من روسيا, بعد أن انتهى من إعداده الخبراء العسكريون الروس, الذين زاروا صنعاء بعد حادث سقوط الطائرة, بناءً على طلب من وزارة الدفاع اليمنية, للتحقيق في الأمر, وأجروا عملية التحقيق الميدانية في مكان سقوط الطائرة, في منطقة "الحصبة" ثم أخذوا معهم الصندوق الأسود الخاص بها لاستكمال التحقيق في روسيا.
وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن التقرير أكد أن طائرة الـ "الانتينوف " الخاصة بالشحن, روسية الصنع, تعرضت لإطلاق نار من معدل مضاد للطائرات أدى الى ايقاف أحد محركيها, ثم سقوطها ومقتل قائدها وتسعة ضباط أخرين.
وقال المصدر: "أكد التقرير أن الطائرة أصيب برصاصتين أصابتا أحد محركيها, وأدتا الى فصل الخطوط التي تربط المحركين بقمرة قيادة الطائرة, وهو الامر الذي جعل قائدها يفقد السيطرة عليها".
وأضاف: "كان بإمكان قائد الطائرة اطفاء المحرك الذي اصيب ومواصلة الطيران بمحرك واحد حتى هبوطه غير انه لم يتمكن من ذلك بسبب انقطاع تلك الخطوط التي تربط محركي الطائرة بكبينة القيادة.